الجامعة العالمية للعلوم الأسلاميه في المملكة المتحدة –لندن تعزي برحيل أبرز علمائها المؤسسين واساتذتها المحققين
    
بسم الله الرحمن الرحيم
((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا)) صدق الله العلي العظيم
فقدت الجامعة العالمية للعلوم الأسلاميه في المملكة المتحدة –لندن، عالما من أبرز علمائها المؤسسين، واساتذتها المحققين، الذين جمعوا بين الدراسة الاكاديمية والدراسة الحوزوية، فكان صاحب رؤية معاصرة للتراث الفقهي الاسلامي بمختلف مذاهبه ومدارسه. ذلك هو العلامة الجليل والاخ الكبير استاذنا الدكتور محمود المظفر، الذي رحل الى بارئه بالامس، بعد عمر طويل قضاه في العلم والمعرفة، ورعاية وتعليم الاجيال التي تسلك هذا الطريق.
والفقيد الراحل سليل اسرة علمية عريقة فوالده المرجع الفقيه آية الله الشيخ محمد حسن المظفر (قدس الله نفسه الزكية)، صاحب كتاب (دلائل الصدق)، وعمه العلامة المجدد أية الله الشيخ محمد رضا المظفر (نور الله ضريحه)، رائد حركة التجديد والاصلاح في الحوزة العلمية في النجف الاشرف، وقد تتلمذ على يديهما. وحينما افتتحت كلية الفقه في النجف في العراق أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، كان من اوائل من سجلوا فيها وحصل على البكالوريوس في الشريعة الاسلامية واللغة العربية عام 1962، ثم درس القانون في كلية الحقوق بجامعة بغداد عام 1965، وحصل على الماجستير في القانون المقارن من نفس الجامعة، وكان بحثه عن (احياء الارض الموات)، ثم حصل على الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة مع مرتبة الشرف الاولى عام 1977 ، وموضوع الاطروحة (الثروة المعدنية وحقوق الدولة والفرد فيها)، وقد حضرت تلك المناقشة، وكانت من امتع المناقشات. ثم عمل في العراق عميدا لجمعية منتدى النشر، واستاذا في الجامعة المستنصرية في بغداد، وفي جامعة الملك عبد العزيز في جدة. اما الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية فقد كان الاستاذ الدكتور المظفر من اوائل من عرض عليهم مشروع الجامعة ومناهجها، لابداء رأيه فيه، نظرا للثقة التي كان يحظى بها عند مجلس الامناء. وقد درّس الفقه الاسلامي في كلية الشريعة، والقانون المدني في كلية القانون والفقه المقارن، كما اشرف على عدد من الرسائل الجامعية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في قسم الدراسات العليا، وكانت له نظرات منهجية سديدة.
استاذنا يا ابا حسن...
ان الحديث يطول لو استرسلنا في تعداد مآثرك وتبيين مناقبك، فسيكون لذلك وقت آخر، وحسبنا ان نعالج اليوم الم فراقك! خالص العزاء للعائلة الكريمة، ولتلامذتك ومحبيك كافة، تغمدك الله بواسع رحمته، واسكنك فسيح جنانه..انا لله وانا اليه راجعون
-صورتي مع الفقيد الراحل في مقر الجامعة الاسلامية - لندن
أ,د, ابراهيم العاتي
محرر الموقع : 2021 - 09 - 08