عن ... ألمقبولية الوطنية !!!!
    

في  يوم من ايام رمضان  المنصرم وانا في زيارة  للاماكن المقدسة في ايران اتصل بي صديق مقيم في  لندن وهو يصرخ : راح العراق .. ضاع العراق ،  ولما  استفسرت منه عما حصل قال لي انهم  قد كلــّفوا ( حيدر العبادي ) بتشكيل الحكومة الجديدة ولما سألته وما الضير في ذلك ،  قال ان العراقيين قي  لندن يصفون العبادي بانه  ( مضبوط ) مثل الساعة ،  اندهشت وقلت وهل في ذلك  عيب ، اجابني انه مضبوط  كالساعة اي انه ( لا يقدّم ولا يأخر ) !!!!
منذ  عشر سنوات  و ( اخوتنا ) السنــّة  يذبحوننا  يوميا ً ، ولمــّـا   تعبت  ايديهم  ولانت قبضتهم على السكين  فتحوا حدودنا على مصراعيها واستوردوا لنا ( ذبــّـاحين ) من كل جيــَف  الارض بغطاء  سياسي  وفرّه  لهم الساسة  السنــّة  وبمباركة  معظم مرجعياتهم الدينية  ، امــّا  ساستنا  الشيعة  فيوم  فكــّروا  بالذبح   ( نحروا )  الديمقراطية  ، الحسنة الوحيدة  التي تأملنا  الفوز بها من تغيير  نظام البعث ، وبمباركة مرجعياتنا الدينية انتهت وللابد فرصة انضمامنا الى صف الدول الديمقراطية ، واصبح أمل راح ولن يعود !!!!
مجموعة  خـُزَعبلات وبــِدَع  تعوّد من يسموّن  انفسهم بالقيادات السياسية اطلاقها طوال سنوات .. هدفها الوحيد  ، والوحيد فقط  هو وأد التجربة  الجديدة بالعراق  والتهيئة لنظام    ( تقاسم المصالح )  بين  القوى والاحزاب  ، فتارة  بخدعة  الشراكة الوطنية ،واخرى ببـُدعة  الطاولة  المستديرة  ، والقاضية  كانت بمصيبة ( المقبولية الوطنية ) والتي ألغت    ( الاختيار الشعبي ) ألمبدأ الاول من مبادئ الديمقراطية؟؟؟
لم  أسمع في حياتي انسانا  ً سويا ً يفخر بكونه  خائنا ً  أو متامرا ً، ولكنني رأيت سياسيا ً عراقيا ً  تنقــّل منذ عشر  سنوات بمناصب  مهمة ويعرفه  العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي  بلقب  ( ست ّ البيت )  ، السيد / باقر جبر  ظهر في قناة الميادين وهو مزهو ويصف  بفخر كيف  تامر وبعض قيادات  التحالف الوطني من اجل  تفتيت  موقف دولة القانون  والالتفاف على  استحقاق رئيسه  ويـُسهب في السرد  كيف بعثوا بالايميلات بعد منتصف  الليل لرئيس الجمهورية  لينتظرهم  ولا ينام وكيف  طلب من  ( جماعته )  ان يخرجوا  باكثر من موكب  ويسلكوا  اكثر من طريق للوصول الى القصر الرئاسي ، كل ذلك فقط ليبعدوا مــَن كان( شريكا ً ) لهم عن طريقهم !!!
طوال عدة  اسابيع بعد تكليف الدكتور العبادي بتشكيل الوزارة ، ظهرت تصريحات شبه يومية لما يـُسمّى المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء تؤكد هذه  التصريحات ان / العبادي لن يقبل ان ترشح  له الكتل السياسية  الا الكفائات والتكنوقراط  والاشخاص المشهود لهم بالكفاءة  والخبرة والممارسة  العملية في المجال المرشحين له ، بل وزاد السيد المستشار الاعلامي  لرئيس  الوزراء  بان  قال ان  السيد  العبادي  قد هيأ  كتاب  اعتذاره عن هذا التكليف ان  لم تتجاوب  معه الكتل السياسية ، ونحن نعرف ان  السيد  المستشار يكذب ، وهو يعرف انه يكذب ويعرف اننا نعرف انه يكذب فما من مسؤؤل عراقي واحد جرأ أو سيتجرأ يوما ً على ترك منصبه طواعية ً ومع ذلك استمر مسلسل الكذب على العراقيين هذا  المسلسل  الذي بدأ  من يوم  رفع ( البعض )  شعار  التغيير  ، وغلــّفوه    بمباركة المرجعية  وجعلوه علكة يمضغونها  ليل نهار حتى  خيــّل لنا اننا لن نرى وجها ً واحدا ً مأ لوفا ً في البرلمان  أو الوزارة العتيدة ، فأذا  بشعار التغيير الذي طالب به الجميع كان  يعني منع / نوري المالكي من رئاسة الوزراء ... و..بــــس؟؟؟
بودي أن اسأل السيد / العبادي ( ولو اني أشك ّ انه يقرأ ما يكتبه العراقيين ) ماهي انواع الكفائات  والتكنوقراط  الذين ( قاتل )  من اجل ان  تحتويهم  كابينته  الوزارية ، فما هي خبرة / عادل  عبد المهدي  ليدير وزارة كوزارة النفط  يعتاش  منها  العراق  وبها حقول الغام  من المشاكل  ، وهل  يعني  تنقّـل  السيد / باقر صولاغ  طوال  عشر  سنوات  من منصب وزاري لاخر انه اصبح خبيرا ً بالنقل لتسند له وزارة النقل ، وما  هي  انجازات   / عبد الحسين عبطان الرياضية  ليصبح زيرا ً  للشباب والرياضة ، وبالله عليكم ما هي خبرة / بهاء الاعرجي ( غير ظهوره يوميا ً على شاشة البغدادية قبل اغلاقها وهو يحمل الملفات  التي يشهّر  بها  بالحكومة  )  ليصبح  نائبا ً  للدكتور  العبادي. انا اسأل عن هذه الحكومة  بالخصوص لانها  يـُفترض وكما قال الجميع انها حكومة الامل والكفائات التي ستنتشلنا من الواقع المزري  ( الذي اوصلتنا له نفس الاحزاب والتيارات والوجوه ) ، ثم سؤال  بسيط من مواطن لايفهم في السياسة ولا يعرف خباياها ، اذا كان / نوري المالكي ( غير مقبول وطنيا ً ) كما صرّح  الجميع فلماذا لم يـُبعد عن مهام الدولة  ؟ لماذا اسند له منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية ؟ ثم اذا كان السيد العبادي يصرّ على عدم قبول ترشيح / جواد الشهيلي  وزيرا ً  في حكومته بسبب  قيود جنائية ،  الم يكن جديرا ًبه  أن ير!
 فض  ترشيح السيد/ عادل عبد المهدي وزيرا ً في حكومته خاصة ً ان الرجل المذكور ارتبط  اسمه  بابشع حادثة  سرقة دموية  لمصرف  في  بغداد ، والم يكن جديرا ً  بالسيد / العبادي ان يرفض  ترشيح / بهاء الاعرجي نائبا ً  له وقد  ارتبط اسم الاخير باكثر من ملف  فساد أشار لها  رئيس الوزراء الاسبق  الذي يصدف  انه من  نفس الحزب والكتلة التي ينتمي لها رئيس الوزراء الحالي !!!  ،انا كمواطن عراقي بتّ في حيرة من أمري ، من الصادق ومن الكاذب ؟ من المخلص ومن الخائن ؟ من الحرامي ومن الشريف ؟ وأخيرا ً سؤال   بسيط  اوجهه لكل من يستطيع  الاجابة عليه  ، طوال  فترة   مفاوضات تشكيل  الحكومة ،  كان السيد  العبادي  ومركزه  الصحفي  يتكلمون عن  سقف المطالب المرتفع للاكراد ،  الذين  باتوا يطلبون  المزيد  والمزيد  بعدما  أحتلــّـوا  كركوك وبلعوا  المناطق  المتنازع  عليها وبدؤأ  يصدرّون  النفط  منها  ويودعوه  في  حسابات   الاقليم الخاصة ، تكلّم السياسيون عن مطالبة الاقليم برفع حصته من الموازنة الى 25% والغاء المادة 140 والاعتراف بسيطرة الاكراد على المناطق التي وصلوا لها وتسليح البشمركة وتمويلهم من خارج ميزانية الاقليم ، واعلن الاقليم بانه لن يشترك في الحكومة اذا لم  تتم تلبية كل مطالبه  ، وتشكلــّت الحكومة ، وشارك  الاقليم ، السؤال  الذي لا يفتأ ان يطرح نفسه  ليل نهار ، ويضرب  ج!
 قلمبØ!
 �ت  في رأسي ، هل  حصل الاقليم  على كل مايريد  ؟
وهل  حصل  اتحاد  القوى السنية  على اكثر من  ضعف  استحقاقهم الانتخابي ، فقط كي نكحّل اعيننا برؤية / ابراهيم  الجعفري وزيرا ً للخارجية  وصولاغ وعبطان والاعرجي مسؤلين ( كبار ) في حكومة العبادي؟
هل هذا  هو التغيير الذي  نادت به  المرجعية  ورفعته  ( احزاب )  السلطة على رؤؤس الرماح ؟  هل التغيير يعني  العفو عن  العيساوي  والهاشمي  والدايني ،  واحتضان أثيل النجيفي الذي  دفعنا  بسبب خيانته  الاف  الشهداء  وما زال دم شبابنا يسيل غزيرا ً حتى يومنا هذا؟
لا .. والنكتة  الحلوة ، ان يخرج  لنا ( احد  المعممين )  ليطالبنا بعد اربع سنوات للذهاب للانتخابات  كونها ( واجبا ً  شرعيا ً  ووطنيا ً )  بل قــد    تصل ( السفاهة ) ببعضهم ان يجعل دخولنا ( الجنة ) مرهونا  (بادخالهم ) الحكومة والبرلمان !!!
عمي  يا  أنتـــخابات ... صدقوني  في الانتخابات القادمة سنطلب  من السياسيين  والقادة الاشاوس في كل الاحزاب  العربية  والكردية  السنية والشيعية  التي تجثم على صدورنا   في الحكومة  والبرلمان منذ  السقوط حتى  اليوم ان تجلس  على ( طاولتهم المستديرة ) وان يقسموّها بيسنهم كيفما يحبون ( ويجــفونا شرهم )   وشرّ   انتخاباتهم   !!!


جمال الطائي

محرر الموقع : 2014 - 09 - 19