ممثل المرجعية في كربلاء : يوضح ماهي الصفات والمميزات لاختيار الشخص المناسب في موقع المسؤولية
    

أشار ممثل المرجعية الدينية العليا السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم 15/4/2016 الى ضرورة ان يتحلى المسؤول بمواصفات ومميزات عدة.
وقال ان الامام امير المؤمنين (عليه السلام) حينما ارسل مالك الاشتر الى مصر ليكون زعيماً او حاكماً اورئيساً أشار له ان هذه الدولة التي انت ذهبت اليها ليست دولة جديدة نحن اسسناها، وانما هي منطقة قد جرت عليها دول وفيها رعية وهي مدينة قديمة، بعضها كان عدل وبعضها كان جور، وانت الآن ستكون في موقع المسؤولية والناس يريدون منك اشياء وهذه الاشياء انت بنفسك كنت تريدها من الحكّام السابقين فلابد ان تكون في مستوى المسؤولية، فلا تسخّف طلبات هؤلاء ولا تقول هم لا يفهمون وانما لابد ان تلبي هذه الاحتياجات لانها مطلب طبيعي وحينما كنت من الرعية كنت انت تطلبها، ولا تكن ظالم لأنهم سيقولون عنك ظالم، فانت كنت تقول هذا الحاكم عادل لماذا كان عادل؟! ايضاً هم سيقولون عنك عادل افعل الفعل الذي كنت تريده من الحاكم وتجنب الفعل الذي كنت لا تريده من الحاكم وانت من الرعية كنت تشخّص ما تريده وما لا تريده من الحاكم".
وأضاف ان الصلاح يجب ان يشمل الجميع وليس لطائفة دون أخرى حيث جاء على لسانه " ثم قال (عليه السلام) : (وَإِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ) وهذه مسألة مهمة - انسان صالح حكم فترة من الزمن نستدل هذا صالح -يقول بما يُجري الله على السنة العباد وليس طائفة خاصة قد تضررت او طائفة خاصة قد انتفعت هؤلاء لا يمثلون الجميع، وانما السنة عباده ومن وصلهم الحكم يقولون عنه رحمه الله كان عادلا ً يهتم بشؤوننا او شخص آخر لعنة الله عليه خلصنا الله منه ومن شرّه، فيستدل على الصالحين بما يجري الله تعالى على ألسن عباده".
وتابع السيد الصافي ان الامام اكد على مالك في اختيار ولاته وعمّاله ضرورة اخضاعهم للاختبار قائلا " اختبره هل هو جدير بهذا الموقع وهل هو ملم بما اعطيته وكفوء وحازم ورجل نزيه، اختبره لا تعطي هذه المواقع محاباة كصديقي او ابني او اقربائي وتؤثر هذا على هذا بلا ضوابط، وانما تجمع عندك مجموعة من الناس لم تختبرهم وانما مجاملة لهذا ولهذا فلا تفعل بهذه الطريقة يا مالك ولا تولّهم محاباة واثراً"، موضحا ان " التولية عن طريق المحاباة والاثر والمجاملات هذان الامران يقول تجتمع فيهما (شعب الجور والخيانة) هذه الطريقة طريقة خطأ لأي حاكم .. يا مالك التفت لها".
واوضح السيد الصافي ان الامام وجه مالك الى البحث عن هؤلاء الذين جُرّبوا فنجحوا وايضاً اهل الحياء فهذا يستحي وابن اصول ومتربي تربية جيدة (فهذه حُجُب عن الخيانة) أي حاكم لابد ان يضع هذه امامه حتى يلتفت الى اين المسير، محذرا إياه من الاعتماد على فراسته في الاختيار قائلا له "فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ الْوُلَاةِ بِتَصَنُّعِهِمْ وَحُسْنِ خِدْمَتِهِمْ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ وَالْأَمَانَةِ شَيْءٌ"، منوها ان الامام كان يأمره ان لا ينخدع بهؤلاء وهذه ليست طريقة لاختيار العمال، وانما الطريق الاصح هو (التجربة).
واردف السيد الصافي في شرح بنود العهد قائلا "ان عهد امير المؤمنين (عليه السلام) لمالك الاشتر هو عهد مفصّل وهو ورقة عمل لكل حاكم والحاكم الذي لا يعمل بها يفشل.. حيث ذكر الامام (عليه السلام) كيفية التعامل مع الجند والقضاة والرعية والجباية وعمارة الارض وغير ذلك".
واختتم السيد الصافي خطبته ان هذا كلام امير المؤمنين (عليه السلام) لمالك الاشتر ولغير مالك.

محرر الموقع : 2016 - 04 - 15