رمضان والحشد.. في دروس الجهاد
    

مرتضى ال مكي
في ليلة حالكة بالظلام؛ أصبحنا على خبر سقوط المناطق تلو الاخرى, بيد تنظيم جمع شرذمته من شذاذ الخلق, وبدعم دولي ارهابي, ليستبيح كل الحرمات ويهدد المقدسات, لكنه لا يعلم بأن للشيعة مقدسات سيقدمون الغالي والنفيس في سبيلها, فيما لما هددت.
جرت الامور على ما نريده ونرضاه, وتمادى الارهابيون بأعمالهم المشينة, حتى صدحت حناجر النجف الاشرف, لتهز مع حبال اوتارها جدران العالم, فتفتي فتواها بالجهاد الكفائي, فسرعان ما هبت رجالات أبت العيش؛ تحت وطأة الكفر والالحاد, ليجسدوا في جهادهم أرقى وأقدس دروس التضحية والفداء والنصر, التي تعلموها واستلهموا دروسها من صفين والجمل وخيبر والطف.
مع كل استذكار لدرس حسيني, تتحرر مدينة, لينقلب السحر على ساحره, ويذوقوا من لم يدرسوا نفوس الشيعة جيدا, اقسى الضربات, ليعودوا منقلبين خاسئين, فما بالنا بذلك المجاهد الذي اخذته العزيمة والاصرار, الى أن يفتح ثغور الاعداء وهو مسلحا بصراخات لبيك يا حسين, مرددا اهزوجة القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة, وهو يتوسل بالشراذم التي فرت امامه, لا لشيء الا لأنه رأى مولاه الحسين (عليه السلام) في منامه, فأشتاق لرؤيته ثانية, لكنه يريدها رؤية ابدية.
دروس رمضان لم تكن بعيدة عن من لبوا نداء الحق, فذلك امر السرية الفلانية, الذي يهرول امام جنوده فاتحا لهم ثغرة في اعداءهم, ما أن أكمل صولته حتى عاد ليلقي نفسه في ماء ناظم الثرثار, المحرر توا, لكنه سرعان ما يخرج! عندما استذكر درس الحسين (عليه السلام) الذي أكمل اغلب معاركه صائما.
الحرب ورمضان وحرارة الجو والتعب, قد تكون امور متناقضة لغيرنا, لكن مع حلول الشهر الكريم, حتى جاء وفدا من هيئة الحشد المبارك ليدق باب النجف مستفتيا, سيدنا ما حكم من اشتد به العطش وهو يدك أوكار الفاسقين؟ ليكون الرد: اما ان يأخذ حاجته من الماء ويكمل صيامه, ويقضيه فيما بعد, أو يبقى منتظرا مدفع افطار النصر الذي بات قريبا.
دروس تسلسلوا بها, ما ان يصلوا الى اخرها حتى يتحقق النصر الاكبر, وهو ظهور القائم (عجل تعالى فرجه), حاملا راية الحق لينشرها على ارجاء الارض, لتتحقق دولة العدل الالهي التي يقوها زعيم الشيعة, وما اجمل دولة برنامجها مختوما بختم العرش, ليعم التسامح والتواد, فيردد العالم أجمع لبيك ياحسين.

محرر الموقع : 2015 - 07 - 01