بمناسبة ذكرى ولادة الامام الرضا(ع) ...ممثل المرجعية العليا في اوربا يبارك للعالم الإسلامي ويحث الاباء على تشجيع أبنائهم على الحضور في المدارس الأسبوعية بالمراكز الإسلامية عملا بتوجيهات المرجعية
    

بارك ممثل المرجعية العليا في اوربا السيد مرتضى الكشميري للعالم الإسلامي بذكرى ولادة ثامن الائمة الامام علي بن موسى الرضا (ع) ويحث الاباء على تشجيع أبنائهم على الحضور في المدارس الأسبوعية بالمراكز الإسلامية عملا بتوجيهات المرجعية

 

 

جاء حديثه هذا في خطبة الجمعة في مركز الامام الرضا (ع) بليفربول بمناسبة ذكرى ولادة الامام ابي الحسن الرضا (ع)، حيث استعرض سماحته سيرة الامام العطرة مركّزا حديثه على الجانب العلمي الذي قد يتغافل عنه البعض، حتى تصور بعض شبابنا بان علوم ائمة اهل البيت (ع) تقتصر على علوم الشريعة دون غيرها، في حين لما نرجع الى مصادر التاريخ الموسعة وندرس حياتهم (ع) نجدها مليئة بالاشارة الى كل العلوم والمعارف الإنسانية وغيرها حتى العلوم العسكرية، من ذلك ما ورد عن يحيى بن كثم كنت يوما عند المأمون وعنده علي ابن موسى الرضا عليهما السلام، ودخل الفضل بن سهل ذو الرياستين، فقال للمأمون: قد وليت الثغر الفلاني فلانا التركي فسكت المأمون، فقال الرضا عليه السلام: ما جعل الله تعالى لإمام المسلمين وخليفة رب العالمين القائم بأمور الدين، أن يولي شيئا من ثغور المسلمين أحدا من سبي ذلك الثغر، لأن الأنفس تحن إلى أوطانها، وتشفق على أجناسها، وتحب مصالحها وإن كانت مخالفة لأديانها، فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب.

ولاحاطته بعلم الفلك أشار الى من حاوره من الزنادقة قائلا اخبرني متى كان (الله)؟ فقال أبو الحسن (ع): أخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان. فقال الزنديق: فما الدليل عليه (على وجود اللّه تعالى)؟ فقال الامام (ع): إني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكنني فيه زيادة ولا نقصان من العرض والطول ورفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه، علمت ان لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات علمت ان لهذا مقدرا ومنشئا.

اما حديثه عن الجانب الصحي من حياة الانسان وما فيه صلاح الاجسام وقوامها، فتحدث المأمون ومن كان عنده في الحديث عنها بحضور الامام الرضا (ع)، وان الله تعالى كيف ركب هذا الجسد، وجمع فيه هذه الاشياء المتضادة من الطبائع الاربع، ومضار الاغذية ومنافعها، وما يلحق الاجسام من مضارها من العلل. فرسم لهم الامام الرضا (ع) خارطة كبيرة من اداب المائدة المحسوبة على مبادئ الصحة التي اقرها العلم الحديث اليوم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

(وابدأ في أول الطعام بأخف الأغذية التي يغتذي بها بدنك بقدر عادتك وبحسب طاقتك ونشاطك وزمانك)، ومنها قوله (ع) (ومن أراد ان لا يشتكي مثانته فلا يحبس البول ولو على ظهر دابة). وقد جمعت هذه القضايا وغيرها في رسالة علمية تحت عنوان الطب والوقاية او ما سمي بـ(طب الامام الرضا (ع)).

ولمزيد الاطلاع عن هذا الجانب وغيره فليرجع الى موسوعة الشيخ القرشي الذي استقرأ فيها كل ما يتعلق بالامام الرضا (ع) في هذا الجانب، الإضافة الى ما ذكره الشيخ المجلسي في بحاره عن حياة الامام الرضا (ع) وغيرها من الكتب التي ذكرت ذلك.

فلهذا وغيره علينا ان نشجع أبنائنا على متابعة الجانب العلمي من حياة الائمة (ع) خصوصا في المدارس التي تنعقد أسبوعيا في المراكز الإسلامية والمؤسسات الدينية، فان الائمة (ع) حثونا على الاستفادة من ذلك لقولهم (ع) (رحم الله عبدا أحيا أمرنا ... يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)، وفي قوله (ع) (فان الناس) فيه شمولية لاتباع اهل البيت (ع) وغيرهم.

هذا واكدت المرجعية بل وحثت الاباء في زيارتهم لها ان يشجوا أبنائهم على الاستفادة من العلوم الإسلامية والإنسانية والتربوية وغيرها من إرشادات الائمة وتوجيهاتهم بهذا الخصوص وذلك لبناء شخصيتهم الثقافية.

كما اهيب بالاساتذة في هذه المدارس ان لا يقتصروا في التدريس على المعلومات الدينية، بل يؤكدوا لهم ما طرحه الائمة (ع) من علوم مختلفة مما لم يتم اكتشافه الا حديثا، وقد لخص جانبا من تلك العلوم السيد حسن الصدر في كتابه (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام) الى جانب ما ذكره علماء الغرب في كتبهم، فالائمة (ع) هم المنهل العذب للعلوم اللدنية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها مع كل الظلم الذي لحقهم من الظالمين ومنه تضييع اخبارهم او نسبة احاديثهم لغيرهم، فان الأعداء في عصرنا يحاولون بقدر ما يستطيعون إخفاء مقاماتهم ومناقبهم ومواقفهم العلمية واحاديثهم النافعة للبشرية.

((يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون))

نسان من المولى سبحانه وتعالى ان يبصرنا الطريق لما فيه هدايتنا وهداية أبنائنا.

 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2022 - 06 - 10