بين الرسول الاكرم، والمرجعية يكتمل الدين
    

امجد العسكري 
هناك اربعة اشخاص في سفينة عائمة في كبد البحر، اتفقوا ذات مرة بان تقسم السفينة بحسب مساحتها الى اربعة اجزاء وكل شخص له حرية التصرف فيما يفعل بملكيته في السفينة، وذات مرة قرر احدهم ان يصنع ثقب في مساحته الخاصة في السفينة، فعمدوا الية الباقين ومنعوه، لانهم علموا ان فعل مايريد ستكون نهاية الجميع الغرق والهلاك، لذا لابد من الحفاظ على حرية التصرف ضمن اطار لا يسمح بضرر الاخرين وهو ما نص عليه حديث نبي الرحمة محمد صل الله عليه واله في احاديث كثيرة، (ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى
) لذا فالاية الكريمة دلالة على ان الاحاديث النبوية هي قوانين وتشريعات للمسلمين عموم.
كما هو حال التطور الحالي في البناء العمراني والتقدم التكنلوجي، لا بد من تطور الشريعة بما يناسب الوضع المعاصر فالعديدة من الاحكام القرانية التي نقلها الرسول عن الوحي عن الله باتت اشبه بالمستهكلة في نظر المسلمين السطحيون في تفسير القران، فمثلا النص القراني القائل: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) قد يقول البعض ان تفسير الاية يعود الى احدى العادات ماقبل الاسلام وهي دفن البنات وهن احياء، لاسباب قد تكون اهمها هي عدم التمكن من مواجهة ظروف المعيشية في الصحراء، فيتم قتل البنات باعتبارها مصدر التناسل والتكاثر، لذا فان مضمون النص الشريف قد انتهى بانتفاء هذه الظاهرة، و وجوب اجراء عملية التحديث على النصوص بما يتناسب الزمن الحديث.
بعد استشهاد نبي الرحمة وسيد البشرية، لابد من توفر مصادر للاحكام السماوية فبدات الرسالة المحمدية تنمو وتتطور مع تطور الدهور والعصور، انطلاقا من الائمة الاطهار واستمرت الى وقتنا الحالي متمثلة بمراجعنا العظام، لذا فان الوصايا والاقوال التي تصدر عن المراجع هي بمثابة قوانين يجب اخذها بنظر الاعتبار، و اوصى المرجع الديني الاعلى للشيعة والمسلمين في العراق في خطبة الجمعة واكد على ضرورة تفعيل الحس الوطني لدى عامة الناس، والتجرد من المشاعر المتولدة تجاه العراق نتيجة الترهلات والتقهقر في العملية السياسية والفشل الذريع الذي آلت إليه الأمور في العراق، فلابد من الشعور بالمسؤولية تجاة الوطن والنظر بعين المصلحة العامة دون الخاصة.

لا تكتمل دائرة نجاح وارتقاء المجتمعات الا مع التكاتف والتعاضد بين ابناء الصف الواحد، وهذا ما جعل اليابان من دولة يسودها الفساد والتخلف العلمي والعمراني، الى الدولة الاولى في العالم في جميع جوانب الحياة، بع الهجوم النووي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانية، نهض الشعب مرة اخرى وحقق ماهو عليه في وقتنا الحاضر، لذا لا بد من حل النزاعات والمشاكل والاختلافات مع الاخرين بالتفاهم والحوار وان طال هذا التفاهم من اجل الوصول الى حل لهذة المشكلة، كما جاء في خطبة الجمعة المباركة.

 

محرر الموقع : 2017 - 11 - 20