العراق والعودة الى ايام الجاهلية الاولى
    

لا شك ان العراق يعيش في حالة فوضى   لا قانون ولا حكومة   الحكم للأقوى تحكمه وتسيطر عليه عصابات شيوخ العشائر وأعرافها المتخلفة  البدائية    والخطر الاكبر يأتي من الطبقة السياسية نفسها  التي اصبحت  القوة التي تدعم وتمول شيوخ العشائر واعرافها وتعمل على ترسيخها وحمايتها والدفاع عنها وكانت جدا مرتاحة لهذه الحالة ومسرورة لانها تسهل لها  عملية سرقة اموال العراقيين واذلالهم وتحمي المسئولين الفاسدين واللصوص من الحساب والمحاسبة لهذا نرى الكثير من الخلافات التي تحدث بين المسئولين تحل عشائريا وهذا ما حدث مع الكثير من اعضاء البرلمان الوزراء المسئولين الاخرين حتى اصبحت الوزارة الدائرة المؤسسات مضيف خاص لشيخ عشيرة الوزير  مدير الدائرة  رئيس المؤسسة  حتى اصبح المسؤول لا يمكنه الوصول الى كرسي المسئولية الا اذا استند على شيخ عشيرة قوي وشيخ العشيرة لا يمكنه ان يكون قوي الا اذا اعتمد على مسئول فاسد وسارق

وهكذا اصبحت الحكومة القانون الدستور المؤسسات القانونية الدستورية لا قيمة لها  ولا اهمية بل نرى الكثير من المسئولين يسخرون منها ويستهزئون بها ولا يبالون بها ولا بمن يصدرها  فاصبح الاشقياء واللصوص والفاسدون يحتمون بشيوخ عشائرهم   حتى سادت الفوضى والحق لمن اكثر وحشية فلا يستطيع مدير الدائرة مثلا محاسبة الموظف لتأخره عن الدوام اوعدم القيام بواجبه لانه يهدده بعشيرته وشيخها وهكذا طغت الاعراف العشائرية على الحكومة واصبحت الحكومة عاجزة عن القيام باي شي  الا بموافقة شيخ العشيرة وفق  اعرافها حتى اصبح كل شيخ عشيرة حكومة له علم خاص به وقوة  عسكرية ويأمر وينهي   وله القدرة على فرض مطالبه على الحكومة والحكومة تنفذ مطالبه وهي صاغرة في حين نرى شيخ العشيرة  لا يلبي  اي مطلب حكومي

والغريب  استفحال ظاهرة   الاعراف العشائرية وشيوخها لم تقتصر على منطقة   معينة بل اصبحت  لها السيطرة والقوة في كل المدن العراقية وكل الفئات الاجتماعية ومختلف شرائحه    من وزراء ومسئولين كبار وكل شرائح المجتمع والغريب ايضا  ان الوزراء واعضاء البرلمان والمسئولين الكبار من اكثر الفئات الاجتماعية تمسكا والتزاما  بالعشائرية وشيوخها وأعرافها والاكثر غرابة انهم اكثر سخرية واستهزاء بالقانون والمؤسسات القانونية والاكثر تحديا حتى اصبح لكل مجموعة لكل عشيرة اعراف خاصة بها  وحكومة خاصة  البرزاني حكومة والنجيفي حكومة والمطلك حكومة والطلباني حكومة والصدر حكومة والحكيم حكومة والعبادي حكومة والمالكي حكومة وكل حكومة تنهب تسرق تفسد ما يحلوا لها والضحية الشعب العراقي لا حول له ولاقوة يحترق بنيران فساد المسئولين ومنازعاتهم على تقسيم ثروة العراق نساء العراق تعب العراقيين  وهكذا عدنا الى جاهلية ال سفيان وتخلينا عن الاسلام

لا وسيلة امام العراقيين لانقاذ انفسهم الا بفرض سلطة القانون والمؤسسات القانون   واحترام القانون والمؤسسات القانونية من اهم مقدسات المواطن العراقي تفوق تقديسه لله  لرسله وكتبه  حيث اثبت ان الذي لا يقدس ويحترم  القانون والمؤسسات القانونية لا يقدس الله ولا رسله ولا كتبه واذا تظاهر بذلك فانه كاذب منافق انه لص فاسد وهذا ما شاهدناه لدى الكثير من المسئولين

كما يجب الغاء العشائرية واعرافها وشيوخها تماما ومحاسبة ومعاقبة كل من يلتزم بها ويدعوا اليها واعتبارها جريمة بحق الله والحياة والانسان

 

كما ظهرت حالة جديدة وهي ظاهرة تغيير النسب  والتمسك بالاعراف العشائرية التي كان الكثير من  العراقيين ينظر لها حالة مزرية لا تروق لها  اصبح لها مؤسسات   خاصة ومكاتب مختلفة  تستهدف نشر الاعراف العشائرية وقيمها المتخلفة  والتفاخر بالانساب  وهذه الحالة تذكرنا  بعد اختطاف الفئة الباغية بقيادة المنافق معاوية ابن ابي سفيان الأسلام وأفرغوه من قيمه الانسانية التي  رفضت الانساب  والاعراف العشائرية  وقيمة الانسان بعمله لا بنسبه كما قام الطاغية المنافق  بتشكيل لجنة بخلق مثالب ورميها على هذه العشيرة او تلك ويأمر جلاوزته بنشرها وبذلك خلق فتنة بين العشائر العربية والاغرب جمع العناصر التي لا نسب لها امثال زياد ابن ابيه  وضمهم الى نسبه رغم ان والد زياد معروف  لكن معاوية  ادعى ان والدة زياد كانت  تتعاطى البغاء وان والده ابي سفيان كان يبحث عن رخيصة فلم يجد غير والدة زياد وولد زياد نتيجة تلك العلاقة الآثمة  وشعر زياد بالزهو والعز وكان يزعل ويغضب اذا قيل له ان والدتك شريفة عفيفة وانها لم تر ابا سفيان في حياتها فتأمل الى اي درجة وصل المجتمع من الانحطاط والحقارة

واي نظرة عقلانية لاتضح لنا ان المرحلة التي نعيشها هي نفسها التي  عاشها العراقيون في زمن حكم الفئة الباغية بقيادة ال سفيان

المعروف جيدا ان الاسلام رفض الانساب واعتبر اعراف العشيرة من قيم الجاهلية ودعا الى الغائها ومحاربتها حتى انه قال آتوني بأعمالكم لا بأنسابكم وقال الامام علي قيمة الانسان ما يحسنه  ما يقدمه للاخرين من عمل صادق وعلم نافع لا النسب

 فسبب تخلف العرب وتأخرهم وضعفهم ونشر الجرائم والفساد  والدكتاتورية والاستبداد كانت الاعراف العشائرية وشيوخها  كما انها وراء تشويه صورة الاسلام وحوله من رحمة للعالمين الى شقاء للعالمين  لانهم لم يرتفعوا الى مستوى الاسلام بل انزلوا الاسلام الى مستواهم المتخلف  واصبح الاسلام في خدمة اعراف العشيرة وشيوخها سادتكم في الجاهلية سادتكم في الاسلام اي عدو الاسلام ابي سفيان سيدكم في الجاهلية سيدكم في الاسلام لهذا  اعلنوا الحرب على الرسول واهل بيته لانهم قالوا  قيمة الانسان عمله الصادق لا نسبه   لانهم قالوا آتوني بأعمالكم لا بانسابكم

مهدي المولى 

محرر الموقع : 2018 - 02 - 21