ارتفاع أعداد مرتادي المنتديات اليمينية المعادية للإسلام على الإنترنت
    

عبرمواقع خاصة وأسماء مستعارة يتواصلون.. زيادة أعداد المتطرفين ضد الإسلام في بريطانيا، و20 ألف منهم «مثار قلق بالغ» قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن آلاف البريطانيين يرتادون بانتظام منتديات الإنترنت التي تتبنى أفكار التيار اليميني المتطرفة، وقد اتضح على خلفية تحذيراتٍ جديدة أنَّ المملكة المتحدة تواجه «موجة جديدة» من كراهية المسلمين ومعاداتهم. والخطوة الأخيرة التي اتخذتها المخابرات البريطانية (MI5)، لحل محل الشرطة وتولي أمر التحقيقات في مؤامرات اليمين المتطرف التي «تتجاوز الحد الأدنى من القانون ما يجعلها إرهاباً»، تعد أحد المؤشرات على هذا التهديد المتنامي. وتحقق الأجهزة الأمنية حالياً في التواصل المحتمل بين منفذ هجوم كرايستشيرش والمتطرفين اليمينيين في المملكة المتحدة. ويشير التحليل الذي أجرته مؤسسة Hope not Hate الخيرية المناهضة للفاشية إلى أنَّ الجمهور العالمي من مرتادي المنتديات اليمينية المتطرفة -مثل منتدى Stormfront، الموقع الخاص بالمتعصبين للعرق الأبيض- التي  تنشر الفكر المتطرف يضم أعداداً كبيرة من البريطانيين. وأشارت سارة خان، المفوضة الرئيسية لمناهضة التطرف في المملكة المتحدة، إلى وجود موجة جديدة من الناشطين اليمنيين المتطرفين في المملكة المتحدة والذين تقول إنَّهم «منظمون ومحترفون ويحاولون بنشاط تجنيد الآخرين». وقالت سارة، التي زارت 14 بلدة ومدينة في المملكة المتحدة أثناء إعدادها لتقريرٍ عن التطرف لصالح وزير الداخلية، لصحيفة The Observer: «سمعتُ أنَّ هناك قلقاً بالغاً إزاء اليمين المتطرف وتأثيره المدمر على الأفراد والمجتمعات وديمقراطيتنا». وأضافت أن هناك «كمية مخيفة من المحتوى الإلكتروني القانوني» كانت تغذي نشاط اليمين المتطرف. وقالت الأجهزة الأمنية، بعد أن وضعت التهديد الذي يمثله الفكر اليميني المتطرف على قدم المساواة مع الإرهاب المتصل بالمتدينين إنَّها تحقق في «قضايا خطيرة وكبيرة للغاية» متعلقة باليمين المتطرف. ومع ذلك، لم تكشف تلك الأجهزة حتى الآن عن عدد المؤامرات الإرهابية النشطة المتصلة بالتطرف اليميني من أصل 700 مؤامرة أو نحو ذلك، أو عدد الأشخاص المتصلين بتيارات التطرف اليميني من ضمن 20 ألف شخصٍ صُنفوا أنَّهم «مثار قلق بالغ«، أي أشخاص جرى التحقيق معهم سابقاً وربما يشكلون تهديداً مستقبلياً.

تنامي تهديد اليمين المتطرف بصورةٍ مثيرة للاهتمام

ومع ذلك، قالت المخابرات البريطانية (MI5) إنَّ عدد الحالات المتعلقة باليمين «لا يساوي شيئاً أمام عدد الحالات المتعلقة بمسلمين». بيد أنَّ التقييم الأخير الذي أجرته الحكومة عن مكافحة الإرهاب يُلقي الضوء على تنامي تهديد اليمين المتطرف بصورةٍ مثيرة للاهتمام. إذ يقول إنَّه قبل عام 2014، كان نشاط اليمين المتطرف في المملكة المتحدة محصوراً في «مجموعاتٍ صغيرة قديمة تضم أعضاء أكبر سناً، وتروج للأفكار المعادية للهجرة والتعصب للعرق الأبيض، لكنَّها كانت تمثل خطورة محدودة على الأمن القومي». وجرى إحباط أربع مؤامرات إرهابية يمينية متطرفة عام 2018 قبل حلول شهر يونيو/حزيران، مما أثار القلق حيال المنتديات الإلكترونية وقدرتها على نشر الفكر المتطرف. وقال جو مولهول، الباحث في منظمة Hope not Hate، إنَّ الجمهور العالمي لغرف الدردشة ومواقع تبادل الرسائل التي تنشر خطاب الكراهية بفعالية وسرعة وصل إلى مئات الآلاف. وقال: «إنَّنا نعرف ذلك لأنه يمكننا تفقُّد المنتديات التي يرتادها هؤلاء الأشخاص ورؤية مئات الآلاف من الناس يرتادونها».

رسائل يمنينية تمجد العنف

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أوضحت الرسائل التي وُضعت على أحد خوادم ألعاب الإنترنت تلك المشكلة، ففيها تبادل النازيون الجدد من أوروبا والولايات المتحدة تحت أسماءٍ مستعارة آراءً عنصرية ورسائل تمجد العنف. وتضمنت بعض سجلات الدردشة أعضاء من جماعة Atomwaffen Division، وهي جماعة أمريكية تشجع الإرهاب، وكانت هناك مراسلات أيضاً حول إنشاء منظمة بريطانية يمينية متطرفة جديدة تسمى Sonnenkrieg Division. وتبرهن أحدث الأرقام التي توثق الحالات المحالة إلى برنامج مكافحة التطرف التابع لحكومة المملكة المتحدة على زيادة النشاط المتزايد لليمين المتطرف بنسبة 36% في التحذيرات من التطرف اليميني. وعام 2018 قبل حلول شهر مارس/آذار، أُحيل 1312 شخصاً إلى برنامج Prevent، بزيادةٍ قدرها 36% عن العام السابق، وهو ما يمثل خُمس جميع الإحالات تقريباً. ولأول مرة، تلقت نسبة مماثلة من الأفراد الدعم من برنامج Channel، الذي يساعد الأشخاص المعرضين لخطر الانجراف إلى الإرهاب، على خلفية مخاوف متعلقة بالتطرف سواء كان من يمينيين أو متدينين.

محرر الموقع : 2019 - 03 - 18