قيصريَّة Kayseri كركوك والوجدان التركي
    
محسن ظافر آل غريب 
قيصريَّة Kayseri كركوك والوجدان التركي 
---------------------------------------------
قيصريَّة عاصمة إقليم الأناضول وأشهر روابض الجّارة الشَّماليّة المُسلمة تركيا وأهم مركز تجاريّ، ذات التاريخ العريق، نجمة يحتضنها الهلال الإسلامي في الرّاية التركيّة الوحيدة لا يُنازعها علَمٌ انفصاليّ، وسُكّان المدينة والمناطق المُحيطة بها مِن المُسلمين المُحافظين والمُتمسّكين بالتقاليد الإسلاميّة المُشترَكة، ثقافتها وتقاليدها تتشابه كثيراً مع عادات وهُويّة كثير مِن المُسلمين العرب سيّما في الجّوار العراق والشام، قياساً إلى سكنة المُدن الاُخرى مِثل العاصمتين التأريخيّة اسطنبول والحاليّة أنقرة التي يُعدّ سُكّانها مِن المُجتمعات المُنفتحة رُغم كون غالبيتهم مِن المُسلمين، إذ مِن النادر تقديم الخمور في مطاعم تلكُم المِنطقة، وأهم سِماتها ألّا يختلط الرّجال بالنساء في الشّارع، وغير موسومة بوجود الملاهي والحياة اللّيلية الصّاخبة. تيمناً باسمها ثمَّت قيساريّة مدينة على شاطئ البحر الأبيض المُتوسط، أقدم المناطق التي سكنها البشر جَنوبيّ مدينة حيفا، تبعد عنها نحو 37 كم، في فلسطين التأريخية الآن في إسرائيل. 
وقيصريَّة أصل الصَّحافيّ «جمال خاشُقجي» المغدور في وكر الجَّريمة السَّعوديّ التعيس قنصليّة اسطنبول الوحشيّة. 
في 26 تشرين الثاني الماضي شبَّ حريق في سوق “ قيصريّة كركوك ” المسقوفة التراثيّة والتجاريّة الهامّة، وتعود إلى مُنتصف القرن الـ18م، وتتميّز بمعمارها الذي اُستخدم فيه الحجر الأبيض، وتقع إلى الجّهة الجَّنوبيّة الشَّرقية مِن قلعة كركوك الشَّهيرة، تبعد عنها نحو 10 أمتار، أتى على أكثر مِن 400 محل تجاري كما أدّى إلى تضرر مصوغات ذهبيّة تُقدَّر قيمتها بمليار دولار مُوزعة على 67 محلًا للمُجوهرات والحُلي. رئاسة الوَكالة التركيّة للتعاون والتنسيق TİKA، تفقدَ وفدُها مشروع Irak'ın Kerkük TİKA Bağdat؛ وقد صرّح السَّفير التركي لدى بغداد فاتح يلدز، إن بلاده تقوم بترميم سوق قيصريّة المسقوفة الَّتي بُنيت في العهد العُثماني، واحرقها أوباش الميليشيا الانفصال الإرهابيّة التخريبيّة عديمة المروءة فاقدة الشَّرف، في قلب قُدس العراق مدينة كركوك صمّام ورمز العراق التأريخيّ الواحد متمثلاً بساحة سيوفه الأربعة. جاء ذلك خلال زورة سعادته إلى مدينة كركوك، الجُّمُعة المُنصرمة، حيث استقبله رئيس الجَّبهة التركمانيّة العراقيّة الأخ الاُستاذ أرشد صالحي، ومسؤولون آخرون. وغُبّ أدائه صلاة الجُّمُعة في مسجد " نقشلي ‫Nakışlı  ‬ منارة " العُثماني قلب المدينة، زار السَّفير التركي السّوق القيصري المسقوف، وتفقد آثار الحريق الآثم الَّذي التهم السوق التاريخيّة قبل ثلاثة أيام. وأوضح يلدز "أن تركيا مِن خلال الوَكالة التركيّة للتعاون والتنسيق (TİKA)، بدأت بأعمالها التفقديّة من أجل ترميم السّوق العثمانيّة". وضمّ الوفد التركي مُستشار رئيس "TİKA" كامل قولاباشي، ورئيس بعثة الهلال الأحمر التركيّ في العراق، أوتكو آق باش الَّذي قال إن مؤسَّسته ستقدم مُساعداتها للأُسر العراقيّة النازحة في كركوك خلال الفترة المُقبلة، علاوة على مُساعيها في ترميم السّوق. وقال "قولاباشي"، في كلمة خلال تفقد السّوق، إن الزّيارة تأتي في إطار إعداد تقرير يعرضه لاحقًا على رئيس "TİKA" سردار تشام. وأنهم يعملون على جرد الخسائر التي أحاقت بالسّوق. ولفت قولاباشي إلى أواصر العلاقات التاريخيّة والقرابة بين تركيا والعراق قويّة بما يكفي لعدم انقطاعها. حرق السّوق والجَّنان الوجدان:
https://www.youtube.com/watch?v=O7Wxh8B4H7Q 
محرر الموقع : 2018 - 12 - 10