شركة أمنية أميركية تنوي تأمين الطريق الدولية بين العراق والأردن
    

أثار وصول فريق استطلاع تابع لشركة أمنية اميركية لتأمين الطريق الدولي بين العراق والاردن، لغطا برلمانيا وسياسيا واسعا حول تواجد القوات الاميركية في غربي البلاد.
ووصف نواب محسوبون على الحشد الشعبي مزاعم وصول قوات اميركية الى محافظة الانبار بانها "احتلال جديد"، وقدموا طلباً لمساءلة رئيس الوزراء في البرلمان.
ويكتنف الغموض عديد القوات الاميركية وخارطة انتشارهم في العراق، لا سيما في محافظتي نينوى والانبار.
ومؤخراً، كشف دون دوريان، المتحدث باسم التحالف الدولي، عن وجود خمسة الاف جندي اميركي يعملون على دعم القوات الامنية في العراق. وقال دوريان أن "ذلك العدد من الجنود هو كل ما لدينا داخل العراق".
وكان النائب حاكم الزاملي، رئيس لجنة الأمن البرلمانية، تحدث عن عن وجود "16 الف جندي وضابط اميركي في العراق".
وقال الزاملي، في لقاء متلفز نهاية عام 2015، ان "الجنود والضباط الامريكيين منتشرون في بلد وقاعدة عين الاسد والسفارة الاميركية وغيرها من الأماكن؟.
وردّا على ما تناقلته مواقع صحفية عن وصول قوة اميركية جديدة الى العراق، قال دوريان، امس، إن "التنقلات العسكرية الجديدة لنا كانت بالاتفاق مع الحكومة العراقية...".
وأكد ان التحالف الدولي سيدعم القوات الأمنية العراقية حتى بعد استعادة الموصل من ايدي داعش، لا سيما في استتباب الأمن بالمدينة.
من جهته، قلل الجنرال ستيفن تاونسند، قائد قوات التحالف الدولي، من احتمال حدوث زيادة كبيرة في عدد قوات التحالف في العراق وسوريا.
وذكر تاونسند، خلال مشاركته في مؤتمر صحفي في البنتاغون عبر دائرة مغلقة من بغداد امس، ان سبب استبعاده هكذا زيادة هو "فعالية عمليات التحالف حتى الآن".
وفي حال استقدام قوات إضافية، أكد تاونسند "أهمية العمل مع شركاء التحالف في العراق وسوريا لضمان تفهمهم لأسباب اتخاذ القرار والحصول على موافقتهم".
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قال، خلال زيارته الى بغداد، إن قواته ستبقى لفترة في العراق للوقوف مع الجيش العراقي.
ونفى رئيس الوزراء حيدر العبادي، عقب زيارة ماتيس، وجود قوات أجنبية تقاتل في معارك الجانب الأيمن من الموصل. وأكد العبادي ان مهام القوات الاجنبية تنحصر في تقديم الدعم اللوجستي للقطعات العراقية. ولم يثبت حتى الآن مشاركة قوات اميركية في قتال مباشر في العراق.  ومؤخرا، تجول قادة وقوات اميركية، للمرة الاولى منذ خروجها من العراق نهاية 2011، في أحياء الساحل الايسر المحررة قبل اكثر من شهر واستمعت الى شكاوى السكان هناك.

الأنبار ترحب
بدوره يقول فرحان محمد، عضو مجلس محافظة الانبار، ان المحافظة ترحب بزيادة عدد القوات الاميركية هناك "من أجل تحرير باقي المدن المحتلة من داعش".
وأضاف محمد، في تصريح لـ(المدى) امس، "إن كان هدف تلك القوات تحرير مدن راوة، القائم، وعنة، فنحن نرحب بذلك".
ويقول "لقد يئسنا من الوعود الحكومية بتحرير غربي الانبار، ولم يحدث أي تحرك حتى الآن".
وتوقفت حملتان عسكريتان في غربي الانبار بشكل غامض، بعد أيام من انطلاقهما في نهاية العام الماضي ومطلع 2017. ولم تصدر قيادة العمليات المشتركة موقفا رسميا حول انطلاق العمليات، على الرغم من مشاركة الفرقة السابعة في الجيش العراقي، والشرطة المحلية، وطوارئ شرطة الأنبار في الحملة الاخيرة.
وبرزت القوات الاميركية في تلك العملية، وكأنها الجهة المسؤولة عن إدارة الحملة بشكل مباشر. وشوهدت القوات الاميركية لأول مرة، منذ عام 2014، خارج قاعدة الاسد في مدينة البغدادي غرب الانبار.

حماية الحدود
لكن فيصل العسافي، عضو مجلس العشائر المناهضة لداعش قال، إن "القوة الاميركية الجديدة ستحمي الشريط الفاصل بين العراق وسوريا".
وأوضح العسافي، في تصريح لـ(المدى)، متحدثا عن القوات التي يقدر عددها بـ2000 عنصر، بالقول "انها قوة تكتيكية شرسة يعد لها منذ فترة طويلة لهذا الغرض". وكانت مصادر مطلعة كشفت، لـ(المدى) العام الماضي، عن وجود 3 الاف عنصر من الفرقة الاميركية المعروفة بـ(101) المحمولة جوا، التي قدمت من الكويت. وتوقعت المصادر آنذاك، ان تستخدم تلك القوة لفصل "داعش" سوريا عن العراق، وتحرير باقي مناطق غربي الانبار. وفي السياق ذاته، قدم النائب فالح الخزعلي، وأحد قادة الحشد الشعبي، سؤالاً برلمانياً لرئيس الوزراء حيدر العبادي، حول وجود تلك القوات في الانبار. ومؤخرا، قال جواد الطليباوي، القيادي في الحشد الشعبي، ان  العراق "ليس بحاجة الى قوات اميركية تقاتل على الأرض"،  مستغربا وصول القوات بهذه الأعداد بالتزامن مع قرب نهاية المعركة مع داعش في الموصل .
وأضاف الطليباوي، في تصريحات صحفية، ان "الحشد الشعبي بكل تشكيلاته يرفض وبشدة تواجد قوات اجنبية معتبرا ذلك ذريعة لاحتلال العراق بأسلوب جديد".

استثمار أمني
لكن نعيم الكعود، الذي يقود مجموعة من مقاتلي العشائر في هيت قرب قاعدة عين الاسد، ينفي وصول تلك القوات الى المنشأة العسكرية الحساسة.
ويقول الكعود، في اتصال مع (المدى) امس، ان "ما جرى هو وصول فريق استطلاعي ضمن شركة اميركية خاصة ستقوم بحماية الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن".
وكانت استعدادات افتتاح منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، المغلق منذ 21104، وصلت الى مراحل متقدمة.
ويتوقع فرحان محمد، عضو مجلس الانبار، ان "تقوم الشركة الاميركية المستثمرة، باستخدام تقنيات حديثة من طيارات مسيرة وكاميرات مراقبة لحماية الطريق". وكان داعش قد هاجم، الشهر الماضي، المخافر الحدودية وقتل 16 من القوات الأمنية. ويتوقع مسؤولون ان يكرر التنظيم الهجوم على تلك المناطق النائية. لكن فرحان محمد يقول "ماذا نفعتنا القوات الكبيرة والمدرعة في الموصل حين ظهر داعش؟، فلنجرب التطور العلمي لحماية المدن والطرق؟".

محرر الموقع : 2017 - 03 - 16