استضافت السفارة البريطانية في لاهاي بتاريخ 14-11-2018 وبالتعاون مع سفارة جمهورية العراق ورشة عمل خاصة بمساءلة عناصر تنظيم داعش الارهابي على جرائمهم في العراق، استناد الى قرار مجلس الامن الدولي 2379، بحضور السيد فائق زيدان، رئيس مجلس القضاء الاعلى، والسيدة جينين هينيس بلاسخارت، الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في العراق ورئيسة بعثة (يونامي)، والسيد كريم خان، رئيس فريق المحققين الدوليين والمبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة المكلف بدعم المحاكم العراقية المختصة بالنظر في جرائم داعش، و السيد مسعود كريميبور، رئيس فرع مكتب منع الارهاب في الشرق الاوسط UNODC، والسيد علي يونس، المستشار الاقليمي لفرع مكتب منع الارهاب UNODC، والسيدة احلام اللامي، نقيبة المحامين العراقيين، فضلاً عن مشاركة امير الايزيدين انور معاوية اسماعيل بيك، وعدد من العراقيين من ابناء الطائفة الايزيدية، والتركمان والمسيحين. وحضور عدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى مملكة هولند، والمحاكم والمؤسسات الدولية.
افتتح ورشة العمل السفير البريطاني في لاهاي السيد بيتر ولسون، الذي اشار في كلمته الى خلفيات اصدار القرار 2379، والذي تقدمت به الى مجلس الامن حكومة المملكة المتحدة، والمنبثق من ايمانها بأهمية مسائلة عناصر التنظيم الارهابي على جرائمهم في العراق، وضمان عدم افلاتهم من العقاب، نظراً لبشاعة الجرائم المرتكبة، وتدميرهم للاماكن الاثارية والثقافية، مؤكداً اهمية دعم عمل فريق التحقيق بهدف انجاز مهمته وتحقيق العدالة المطلوبة.
كما القى سعادة السفير الدكتور هشام العلوي كلمة بالمناسبة قدم خلالها الشكر الى سفارة المملكة المتحدة لاستضافتها هذا الحدث، منوهاً الى ورشة العمل الاولى التي عقدت حول الموضوع نفسه في شهر تموز الماضي بمبنى السفارة العراقية وما تضمنته من برامج ناجحة أَثْرت المشاركين بالمعلومات، وساهمت في انجاح مهمة الفريق المعني بالتحقيق، مؤكداً ان التداول السلمي للسلطة بالعراق، والاستحقاقات الدستورية المتمثلة بالانتخابات البرلمانية وتعيين رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة، ماهي الا انتصارات جديدة تضاف الى الانتصارات التي حققها العراقيون بفضل وحدتهم وتضحياتهم، بالرغم من التحديات الكثيرة خاصة بعد احداث حزيران 2014، والتي توقعت بعض المؤسسات الاعلامية الدولية ان تؤدي الى نهاية العراق وتمزقه.
كما اكد اهمية تحقيق الامن ليس في العراق وحسب بل اقليمياً وعالمياً، مشدداً على اهمية ضمان عدم افلات ارهابيي داعش من العقاب واحالتهم الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل، فضلاً عن ضرورة دعم عمل فريق التحقيق برئاسة السيد كريم خان، واستمرار العمل لتجفيف منابع الارهاب ومعالجة جذوره السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية.
كما القى رئيس مجلس القضاء السيد فائق زيدان كلمة خلال ورشة العمل، اشار فيها الى الاجراءات القضائية العراقية المتبعة في محاكمة الارهابيين التي تمت ادانتهم (حوالي 400 متهم لحد الان)، مؤكداً استعداد مجلس القضاء للتعاون مع فريق التحقيق الدولي والذي ايضاً سيضم في عضويته محققين مختصين عراقيين، مشددا ان القانون العراقي هو الواجب التطبيق في مثل هذه الحالات وهذا ما اكده قرار مجلس الامن انف الذكر.
وتحدثت السيدة هينس بلاسخارت الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة لمساعدة العراق ورئيسة بعثة (يونامي) والتي ستزاول عملها قريباً، مؤكدةً اهمية اعمال هذه الورشة، والتي ستساهم في وضع خطوط عامة لعمل الفريق المعني بالتحقيق، سيما ان بعثة يونامي سيكون لها دور مساند لعمله، مشيرةً الى بعض ما تضمنه تقرير بعثة يونامي الاخير الى مجلس الامن والذي اشار الى الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق، والمقابر الجماعي والاشخاص المفقودين بسببه، مؤكدةً حرص المجتمع الدولي على مساعدة العراق في اعادة تأهيل البنى التحتية وتوفير الاجواء التي تساهم في فرض الامن والاستقرار وتوفير الخدمات لابناءه.
ثم القى السيد كريم خان رئيس فريق المحققين الدوليين، كلمة بالمناسبة اشار خلالها الى اهمية التعاون الدولي في دعم عمل الفريق والمساهمة بشكل اكبر في دعم ميزانيته لكي يتكمن من تنفيذ مهامه على اتم وجه. كما قدم شكره الى المؤسسات العراقية بجميع اشكالها لما قدمته من دعم وترحيب لمهمته.
هذا وقدم الامير انور معاوية في كلمته والسادة الاخرين المشاركين من الطائفة الايزيدية والتركمان والمسيحين- معلومات وأرقام عن بعض الاحداث والانتهاكات والجرائم التي قام بها عناصر تنظيم داعش في القرى والمناطق التي كانت تحت سيطرتهم، التي تؤكد على وحشية هذا التنظيم الارهابي.
كما تضمنت الورشة بعض المداخلات وكلمات اخرى لممثلي الجهات والمنظمات المشاركة، والتي عبرت عن دعم المجتمع الدولي للعراق وفتح افاق التعاون مع الموسسات القضائية والتتفيذية العراقية لضمان تحقيق العدالة وعدم الافلات من العقاب، وتدريب الكوادر وفق التقنيات المتطورة للتحقيق وجمع الادلة فضلا عن التواصل مع ذوي الضحايا وزيادة الوعي المجتمعي بنشاطات فريق التحقيق المعني .