ترقب يشغل القوى السياسية في العراق.. بانتظار التوافق داخل “البيت الشيعي”
    

بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، ما زال المشهد السياسي العراقي يعيش حالة الترقب لما سيحدث من اتفاقات بين القوى السياسية تمهيداً لتشكيل الكتلة الكبرى وبالتالي تشكيل الحكومة، غير أن الأنظار تتجه على وجه الخصوص إلى القوى السياسية الشيعية في العراق او ما يسمى “البيت الشيعي”، حيث أن القوى السنية والكردية حسمت موقفها بعدم الانحياز الى طرف على حساب الاخر، بانتظار حصول “التوافق الشيعي” قبل انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد.

وفي الوقت الذي اكد فيه سياسي سني ان قوى مكونه لا تريد تكرار الخطأ الذي حصل في مشوار تشكيل الكتلة الكبرى بعد انتخابات عام 2018، أشار سياسي كردي إلى ان موقف القوى الكردستانية ما زال ثابتا بانتظار “حلحلة المشاكل” داخل القوى الشيعية.

عضو تحالف عزم محمد نوري العبد ربه، اكد ان القوى السنية لا تريد تكرار تجربة تحالفات عام 2018، فيما اشار الى ان التجربة الديمقراطية في العراق لم ترتقي حتى اللحظة الى مصاف الديمقراطيات العالمية المتقدمة.

وقال العبد ربه في حديث للسومرية نيوز، إن “لدينا تجربة في عام 2018 حين تم تشكيل تحالفي الاصلاح والبناء، و انخرطت العديد من القوى السنية والشيعية بين التحالفين، لكن ما حصل بعدها هو خروج قطبين من التحالفين والتفاهم بشكل منفرد على شخصية رئيس الوزراء دون العودة الى الشركاء ضمن التحالفين”، مبينا ان “تلك التجربة تجعلنا نحرص على عدم تكرارها في المرحلة الجديدة”.

وأضاف العبد ربه، ان “القوى السنية اليوم تنتظر من القوى الشيعية حسم امرها بكل وضوح والمجيء بكتلة واضحة ليس بالضرورة ان يكون الجميع فيها لكن على الاقل تضم الاغلبية الشيعية كي يتم التفاهم معها بشكل واضح، رغم اننا نتمنى ان يكون هناك إجماع كامل داخل البيت الشيعي”، لافتا الى ان “الواقع الحالي بوجود طرفين لا تقارب بينهما فإننا لا يمكننا الذهاب إلى اي طرف منهما بل نريد ان يكون هنالك طرف واضح يضم الاغلبية الشيعية كي لا نكون جزء من الازمة لكن هذا بمجمله لا يعني ان تبقى الامور جامدة وينبغي ان يكون هناك حلحلة للأزمة”.

ولفت إلى ان “جميع الحكومات السابقة حصل عليها توافق، بالتالي فان هذا الخيار لا يعتبر جديدا او غريبا على العملية السياسية في العراق، ناهيك عن كون القوى السياسية في البلد لم ترتقي حتى اللحظة الى مستوى النضوج السياسي الكامل من خلال قبول الخسارة والذهاب الى معارضة برلمانية كبيرة وقوية تعمل على تقويم عمل الحكومة كما هو معمول عليه في الديمقراطيات المتقدمة”.

من جهته اكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني صبحي المندلاوي، التزام القوى الكردستانية بموقف الحياد ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية المختلفة، فيما شدد على أهمية حسم القوى الشيعية خلافاتها كونها لن تصب بمصلحة احد.

وقال المندلاوي في حديث للسومرية نيوز، إن “مواقف القوى الكردستانية وبالتنسيق مع القوى السنية ما زالت هي نفسها والتي بنيت على اساس الحياد ومحاولة تقريب وجهات النظر بين القوى الشيعية بغية الذهاب الى تشكيل حكومة قوية قادرة على تلبية مطالب المرحلة”، مبينا ان “الحكمة السياسية تستوجب عدم الانحياز إلى أي طرف ضمن موقف وطني ضروري لأنه دون ذلك الموقف فقد نذهب الى العديد من المشاكل والازمات وقد تصل لا سمح الله الى الاقتتال الداخلي وتهديد السلم المجتمعي”.

واضاف المندلاوي، ان “القوى السياسية الكردية لديها امل كبير في وصول القوى الشيعية الى توافق في اللحظات الاخيرة، اما دون ذلك فحينها سيكون الموقف ضمن معطيات المرحلة وبما يصب بالمصلحة العليا للبلد والعملية السياسية وسيكون حينها لكل حادث حديث”، لافتا إلى أنه “ليس من مصلحة الأطراف الشيعية وليس من مصلحة العراق ان يستمر هذا الخلاف الذي قد يؤدي الى مشاكل وصراعات”.

ولفت الى ان “اتفاق الجميع والوصول الى توافقات ليس معناه المشاركة من الجميع، على اعتبار ان هنالك انتخابات ونتائج لها، لكننا نتحدث عن قبول جماعي بآلية تشكيل الحكومة المقبلة وهنالك مخارج عديدة تؤدي الى توافق بين جميع الاطراف وسيكون لنا دور في الوصول الى توافقات ولكن بشكل عام فإن جميع المعطيات تظهر بشكل أوضح بعد إعلان النتائج النهائية وعقد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد”.

المصدر: السومرية نيوز

محرر الموقع : 2021 - 12 - 02