الخليفة .. منصب مزعوم ينتقده غرماء "داعش" وترفضه المرجعيات السنية
    
مايزال إعلان تنظيم "داعش" عن قيام "خلافة إسلامية" على رأسها زعيمه أبو بكر البغدادي، يثير ردود فعل لا تخلو من الانتقاد العلني والرفض، وسط تحذيرات من تسبب هذا الاعلان بقتال داخلي بين "الطامعين" بمنصب الخليفة "المزعوم".

 

أغلب ضحايا تنظيم "داعش" من العزل والمستضعفين

 

وبدا تنظيم "داعش"، بحسب مراقبين، يدغدغ عقول الشباب المسلم المتحمس لفكرة الخلافة، مستغلا حالة الإحباط التي تعتري الكثير منهم، خاصة الذين يؤمنون بعودة الخلافة الإسلامية الى سابق قوتها من تحدي الغرب والدفاع عن حقوق المسلمين، إلا أن أفعال التنظيم تذهب في الاتجاه المغاير تماماً، إذ أن أغلب ضحاياه من العزل والمستضعفين.

 

فكر وممارسات داعش لا تتطابق مع اغلب المدارس السنية

وبدأ الخلاف والرفض لفكرة "الخلافة" يطفو على السطح علنا حتى بين التنظيم المتشدد، كما رفضته شخصيات ومؤسسات سنية كبرى في المنطقة تعتبر مرجعيات لأهل السنة من المسلمين.

 

وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي إحسان الشمري، لـ"السومرية نيوز"، إن "فكر وممارسات داعش لا تتطابق مع اغلب المدارس السنية"، مؤكدا أن "التكفير والتجريم لداعش من قبل المرجعيات السنية سيفتح بابا من النار على داعش".

 

ويرجح الشمري، "حصول نوع التصادم بين الفصائل السنية، على اعتبار أن حاضنة داعش هم السنة المتشددين، بينما كفرت داعش الكثير من المرجعيات السنية، كونها لا تؤمن ببقية المذاهب". 

 

ويرى الشمري، أن "مواجهة تنظيم داعش وفكره المتطرف يحتم على الحكومة السير بمسارين، الأول خارجي وهو استهداف داعش من قبل المحيط السني العربي وهذا يتطلب نشاطا دبلوماسيا، والثاني داخلي من خلال التقرب الى العشائر السنية".

 

ويوضح، أن "الحكومة استثمرت التقاطع بين داعش والسنة، ولكن ليس بشكل كبير"، مؤكدا على "ضرورة أن تكون هناك منظومة وطنية متكاملة لاستثمار هذه الجهود".

 

علماء دين وشيوخ عشائر يغادرون المدينة خشية "المبايعة"

 

ويقول احد شيوخ عشائر محافظة الأنبار لـ"السومرية نيوز"، إن غالبية علماء الدين وشيوخ عشائر الفلوجة غادروا المدينة، خشية اجبارهم على مبايعة ما يسمى بـ "خليفة المسلمين"، الارهابي المتزعم لتنظيم داعش "ابو بكر البغدادي".

 

ويأتي ذلك بعد رفض ابرز المرجعيات الدينية في محافظة الانبار لموضوع "الخلافة"، حيث اعتبر العلامة السني عبد الحكيم السعدي شقيق العلامة البارز عبد الملك السعدي "إعلان دولة الخلافة ضرب من الخيال ويزيد النار تأججا على المسلمين"، واصفا الامر في بيان اصدره بهذا الخصوص بـ"غير المقبول شرعاً".

 

انتقادات الغرماء ومؤيدي الأمس ..

 

كما ندد الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي الذي يعد من أهم مرجعيات تيار الاخوان المسلمين، بإعلان تنظيم "داعش" إقامة "الخلافة"، مؤكداً أن ذلك الاعلان "باطل شرعاً" ولا يخدم المشروع الإسلامي.

 

وفيما انتقدت هيئة علماء المسلمين التي يتزعمها حارث الضاري، اعلان "دولة الخلافة" قائلة إنها ستمهد لتقسيم العراق، رفض جناح القاعدة في بلاد المغرب "مبايعة الخلفية"، مؤكدين دعمهم لزعيم التنظيم ايمن الظواهري.

 

وما يؤكد حالة النفور في وسط "الغرماء" تجاه تنظيم "داعش"، قيام ما يسمى بـ"جيش المجاهدين"، بتوزيع منشورات في ناحية السعدية شمال بعقوبة يرفض فيها مبايعة زعيم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي ويعتبر الخلافة غير جائزة شرعاً.

 

ويؤكد مصدر محلي في محافظة ديالى يرفض ذكر اسمه لدواع أمنية، أن تنظيم "جيش المجاهدين" إعتبر أن "الخلافة التي أعلن عنها البغدادي في وقت سابق غير جائزة شرعاً"، في اشارة يراها المراقبون انطلاق اول شرارة لخلاف قد يؤدي الى اقتتال داخلي بين جماعات متهمة جميعها بـ"الارهاب". 

 

إعلان الخلافة مادة دسمة للكتاب العالميين

 

ووفر إعلان الخلافة مادة دسمة للكتاب العالميين، حيث ذكرت الكاتبة مارغريت كوكر، في مقال لها بصحيفة "وول ستريت جورنال"، "لم يتضح بعد ما سيكون تأثير إعلان الخلافة على الشريحة التي يحاول البغدادي اجتذابها، والمتمثلة بالشباب الإسلامي المتشدد، بما في ذلك عشرات من الشبان المسلمين الأوروبيين الذين يتدفقون إلى مناطقه". 

 

أما الكاتب فيليب جينكنز، فقد كتب في مقال له بموقع "ديلي بيست" الإخباري إن الخلافة قد تحمل في طياتها بذور انهيارها، وشرح وجهة نظره بالقول، "والآن.. وقد خرجت الخلافة من القمقم، فإن الصراع على المنصب (الخليفة) سيشتد ويعنف، ويمكن لنا توقع صراع بين عدد ممن يحملون لقب الخليفة، والذين سيكفرون ويقاتلون بعضهم بينما تتقاتل الفصائل على المغانم، ويمكننا بالتالي توقع الكثير من عمليات الاغتيال والانقلابات الداخلية". 

 

وكان تنظيم "داعش" المنشق عن تنظيم القاعدة بزعامة ابو بكر البغدادي، اعلن في (30 حزيران 2014) قيام "خلافة" إسلامية، فيما دعا الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم لمبايعته
محرر الموقع : 2014 - 07 - 23