ممثل المرجعية العليا في اوربا يشارك المؤمنين مجالس عزاء ابي عبد الله الحسين (ع) لشهر محرم 1439هـ في مؤسسة الكوثر في لاهاي الهولندية
    

 

أحيت مؤسسة الكوثر الثقافية بمدينة لآهاي الهولندية مجلسا عزائيا لليلة السابعة لشهر المحرم الحرام لسنة 1439هـ ، وبحضور أبناء الجالية الاسلامية من مختلف المدن الهولندية . 

حيث تم القاء كلمة باللغة الهولندية في الليلة السابعة ، حول شجاعة وتضحية الامام العباس (ع) من اجل الدين ومواقفه البطولية في التضحية والفداء . 

ثم ارتقى سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري أعواد المنير الحسيني ، متحدثا عن الشعائر والمجالس الحسينية والحضور والمشاركة فيها وكيفية اقتباس الدروس من تلك المجالس ، تاليا قوله تعالى ((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)) حيث اشار الى ان أي شي يقصد فيه وجه الله تعالى ورضا الله سبحانه وتعالى هو من شعائر الله ،ومن تلك الشعائر الصفا والمروة وزيارة مكة المكرمة وقبر النبي محمد (ص) ، ومن الشعائر ايضا هذه المجالس التي يذكر فيها اسم الله وأسماء الانبياء والائمة (ع) ، 

فحينما سأل الإمام الصادق (ع) الفضل بن يسار أحد أصحابه قائلا: أتجلسون وتتحدثون، قال له: بلى، فقال الإمام: إني أُحبُّ تلك المجالس: «أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا أهل البيت»، وهنا دعاء الإمامين الصادق والرضا (ع) لكل من يحيي هذه المجالس، والّتي هي مجالس الذكر الّتي حثنا عليها الأئمة (ع) لأننا إذا ذكرنا أهل البيت كأننا ذكرنا الله عزوجل لأنهم أولياؤه وأحباؤهُ، فقد روي عن الصادق (ع) أنه قال (إنا نحن إذا ذكرنا ذكر الله عزوجل، وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان). 

والإحياء تارة يكون بعقد المجالس والاجتماع فيها والاستماع إلى مناقب وسجايا وأخلاق أهل البيت (ع)، وتارة يكون الإحياء بتدوين هذه الأخلاق والسجايا وجعلها في متناول الشباب والشابات لينهلوا منها أخلاق القرآن وتعاليمه، أخلاق الأنبياء والأئمة، وبالتالي يحبهم الناس ويتعلق بهذه الوجودات والذرات الطاهرة المطهرة ويزدادون حباً لهم، وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق (ع) في حديثه (فإن الناس إذا عرفوا محاسن كلامنا أحبونا واتبعونا)، جعلنا الله وجميع المؤمنين ممن يوفق لإحياء أمر أهل البيت، ومن الموفقين في أداء هذه المهمة الجليلة والّتي هي من مهام الأولياء، إنه سميع الدعاء قريب مجيب . 

وقد اشار سماحته الى الثلة المؤمنة التي دافعت عن العراق حيث كان لهذه المجالس الدور الكبير لترسيخ روح الفداء والذود عن مقدسات الاسلام والوطن ، فكانت فتوى الجهاد الكفائي، التي اصدرتها المرجعية العليا في النجف الاشرف بمثابة الضوء الاخضر لانطلاق هذا الحشد المقدس مع القوات الامنية للوقوف في وجه الشر والارهاب من تدنيس الارض. 

وفي ختام حديثه أكد سماحته قائلا ، إننا نعيش هذه الأيام دروسا من مدرسة الامام الحسين (ع) وعلينا ان نستذكر شهدائنا الذين هم تعلموا من هذه الشعائر والمجالس والدروس وهذه هي تعظيما لشعائر الله تعالى . 

كما وأرتقى المنبر فضيلة الشيخ علي طريش الفاطمي ،مبتدئا بالآية القرآنية ((وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولـئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا)) وسلط الضوء في حديثه على توأمية العلم والعمل في الثقافة القرانية ، مؤكدا على تحديد هوية المسلم ،وان العمل يطلب العلم والعلم يطلب العمل ،مشيرا في الوقت نفسه الى دعاة الضلال والانطلاق من تشويش المعلومات ، كما ركز على خطر الشائعات على المجتمع والفكر ، وكيف نوفق بين المجالات الحياتية المتشعبة ووجوب اتباع العلم . 

وفي المحور الثاني ، وهو عن قنوات المعرفة الرئيسية ، تحدث عن الحواس ، العقل ، الوحي ، وشرائط المعرفة وكيفية تكاملها ، وبين ماهو دور العلم في اكبر عملية اصلاحية على الارض، وبالخصوص في قضية كربلاء . 

ثم القيت القصائد العزائية وأستعرض المشق الحسيني ، وختم المجلس بالدعوة لتبرك لتناول الطعام، والدعاء بدعاء الفرج وللقوات الامنية وأبطال الحشد الشعبي .

 

محرر الموقع : 2017 - 09 - 28